الثلاثاء، 7 مايو 2013

تعليق الدراسة غداً مقال : خالد بن محمد الشبانة

لمنسوبي وزارة التربية والتعليم
مقال يدعو للتأمل:

تعليق الدراسة غداً
مقال : خالد بن محمد الشبانة

أعلى جُمل الأخبار بالفرح والحبور، ومفاجأة الابتهاج والسرور!

ليس لأجل المطر والسيل! بل لمفارقة المدرسة وسهر الليل.

وزارة التربية والتعليم ترى مؤشرات متتابعة لاتجاه سلبي لمشاعر ورغبة طلابنا للمدرسة، لكنها لم تفكر يوماً بدراستها والبحث عن أسبابها ووسائل علاجها بفِرَق بحث بالمقابلة والاستبيان والإحصاء والتحليل والبيان!

لا بد أن تشكَّل لجنة من أفراد المجتمع المعني لدراسة هذه الظاهرة المقلقة لمستقبل تعليمنا وانتمائنا للتعلُّم!

المدرسة اليوم بيئة طاردة بلا معرفة لأسبابها، ولا إدراك لأدوات الجذب والتشويق لها.

ما دامت المدرسة أقل تأهيلاً من بيت الطالب العادي، بل متوسط الحال، فإن المدرسة تجلب الاكتئاب والشرود!

إذا كانت مدارسنا معدومة الترفيه المقرون بالتعلم، والتعليم الجاذب، والتقنية الحديثة المشوّقة، والوقت الكافي لممارسة الأنشطة اللا صفية، فإن الطالب يساق لها كمن يُساق للذبح!

لنعترف بأن الطالب يكره مدرسته عندما لا يجد الأمان كما في أسرته.

ويكرهها عندما تكون مصدر تهديد لنفسيته وعقله وقدراته.

ويكرهها لأنها كالسجن بأسوارها وبغرفها المنعدمة الهواء فضلاً عن التبريد المنعش.

ويكرهها عندما ينعدم الأكل النظيف الشهيّ من "مقصفها".

المدرسة فناء موحش لطالب جاء من بيت مؤنس، ومن غرفة منشرحة إلى فصول متقرّحة!

يدخل المدرسة بتقريع وزفرات! بينما جاء من بيته بوداع وعَبرات.

بيت الطالب نظافة وطيب، ومدرسته قمامة بلا رقيب!

يكرهونها لأن العصا في يد المعلم والمدير، بينما الحلوى في يد الأب والأم الحنون.

يكرهونها لأن التعلم رتيب ممل تقليدي.

إذا كانت المدرسة أفضل من بيت الطالب فحينئذ يصح أن نقول: بيت للطالب ثانٍ.

بل إن المعلمين يكرهون المدرسة أيضاً!!

لأن عملهم شاق مجهد منهك، كيف والمعلم لا يجد وقتاً لإفطاره! ولا مكاناً مناسباً ليأكل فيه بل، يُمنع أن يأكل مع زملائه!

يكره المعلم مدرسته لأنه سيواجه إدارة ورقيّة حرفيّة، تساوي بين النشيط والكسول، وبين المبدع والرتيب، وبين الجاد والهازل!

يكره المعلم المدرسة لأن نظام التطوير عقيم والإشراف توجيه عسير.

يكره المعلم مدرسته بسبب نظام الحضور والغياب والورق والكتاب! ونظام لا ينطلق من الإبداع الحرّ! بل التقليد المرّ!

وحصص وقتية لا إنتاجية، وتلقين حفظ لا تفكير نقد.

المعلم اليوم لا يصنع فكراً للتعلم، وإنما عقل بالحشو يتألم!

لا ينطلقون من أهداف المنهج! وإنما بحروف الكتاب الممنهج!

شعار المخلص:

الاحتساب لله تعالى ثم الصبر على الأذى فيه.

في بلدان الغرب والشرق:

يفرحون بالمدرسة، وعقوبتهم الحرمان منها!!

يتنفسون في المدرسة، وطلابنا يختنقون فيها!!

يهربون إلى المدرسة، وطلابنا يهربون منها!

يكافَؤون في المدرسة، ونحن نعاقَب فيها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق