الخميس، 31 أكتوبر 2013

معلومات تاريخية عن الأخوان


إخوان من طاع الله.

ما أكتبه عن الإخوان من باب إظهار جزء من تاريخ الجزيرة الذي غُيب قصدا.
ولن تجد من سيذكر ما سأدونه هنا فاحفظ هذه النقاط.

١) لم تناقش ولا رسالة علمية في الجامعات السعودية عن الإخوان (إخوان من طاع الله) وكذلك لم يؤلف في المملكة أي كتاب عنهم.
وكل ما كُتب عنهم فليس من السعودية بل من خارجها.

ولم يؤلف كتاب حيادي عن (إخوان من طاع الله) لأن سيرتهم تمس الحكومات القائمة في السعودية والكويت، مع حكومة الرشيد في حائل، والشريف في الحجاز.

٢) بعدما بدأت الحركة نشاطها جعل الملك عبدالعزيز من نفسه إماما عليهم، وبانظمام الإخوان لعبدالعزيز تغيرت موازين القوى في الجزيرة ومالت لصالح ابن سعود ضد الشريف وابن رشيد.

ومن الأمور المهمة أن المناطق التي استعصت على الملك عبدالعزيز فتحها له الإخوان، وهي حائل، والحجاز.

٣) في ذروة قوة الإخوان كان تعداد المقاتلين في صفوفهم (ثلاثمائة ألف) مجاهد وكان مجرد دخولهم في المعارك فإن النصر حليفهم بإذن الله لوجود عوامله (الإخلاص، والصدق مع الله، والصدق في اللقاء، والشجاعة المفرطة التي تصل أحيانا للجنون).

٤) وقوتهم الضاربة شكل مصدر رعب لأعداء ابن سعود وأمان لسكان الجزيرة.

٥) وأبرز المحركين لهذه القوات الضخمة رجلين مهمين هما: فيصل بن سلطان الدويش الحميدي المطيري شيخ قبيلة مطير المعروف ب(الهارف)، والآخر سلطان بن بجاد المقاطي العتيبي المعروف ب(سلطان الدين).

٦) إن طبيعة الأمور السياسية في شبه الجزيرة العربية تغيرت لمصلحة ابن سعود وسبب ذلك كما يقول ديفيد فرومكين: ( فقد بدأ رجال القبائل يبيعون جمالهم وممتلكاتهم، كي يستقروا في تجمعات زراعية وتعاونية، ويعيشوا حياة دينية وهابية، وعلى الفور وضع ابن سعود نفسه على رأس هذه الحركة، التي وفرت له جيشا من البدو، أعظم المحاربين في شبه الجزيرة العربية، وأخذت تتقلص سلطة شيوخ كل قبيلة ضمن حركة الأخوان، ويتقلص معها الانفصال بين القبائل، بينما أخذت تنموا سلطة ابن سعود) ولادة الشرق لديفيد فرومكين ص 474 .

٧) تأمل هذه الشهادة من أحد الضباط البريطانيين المعاصرين للإخوان وهو ديكسون حيث يقول: (برغم ما كتب عن قسوة الأخوان ورعبهم لا بد أن أسجل الرأي الذي يقول إن كل ذلك كانت تجري المبالغة فيه بحذق وعناية خدمة لأهداف سياسية في ذلك الوقت، كنت أكن للأخوان دائما إعجابا حاقدا، ويحتمل أن يكون السبب في ذلك هو أن هناك سحرا عجيبا يحيط بهؤلاء الرجال الصادقين، المؤمنين بالله حقا، وأنا أعترف بأني ما تعرفت على أحد هؤلاء الأخوان حتى اكتشفت أن الفرق بينهم وبين الأنواع الطيبة من العرب البدو في الأماكن الأخرى يسير جدا) الكويت وجاراتها 1/142، والأخوان السعوديون لجون 61 .

٨) وتشويه سمعة الإخوان وبث الكذب والشائعات لم تكن بعدهم بل في وقتهم ونذكر هذه الشهادة الأخرى لعلج من ضباط بريطانا وهوالوكيل السياسي البريطاني في البحرين في تقرير رسمي بتاريخ ٧/ ٦/ ١٩٢٠م عن الشائعات حول قتل الدويش للنساء والأطفال بعد معركة حمض بين مطير وابن صباح:

(أما فيما يتعلق بالروايات الواردة بشأن مقتل النساء والأطفال على يد مطير، فقد ظهر أنها كما كان متوقعا قصة لا أساس لها من الصحة مطلقا، والواقع أن امرأة وطفلين قتلا مصادفة برصاصة طائشة، وأنا شخصيا لم أصدق ما قيل عن وقوع مذبحة للنساء، فهذا أمر لا يفعله العرب مطلقا، وحتى في عملية نهب كربلاء سنة 1801م التي قام بها سعود الكبير، لم تمس امرأة واحدة وهذا أمر موثق رسميا)
الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية 5/320 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق