السبت، 22 فبراير 2014

الفساد


وردة لكل فاســد


مريم مباركي

لماذا هذا التحامل الشديد على فسدة بلادي الأنيقين الجميلين؟! لماذا كل هذه الحملات القاسية عليهم؟!
أني لأشفق عليهم .. كل ما تعثرت مسألة أو مصلحة أشار الكل إليهم!!
حتى موسم المطر ـ الذي تنشرح فيه الصدور والأفئدة ـ أصبحوا يكرهونه لأنه ارتبط بأصابع اتهاماتنا الشرسة التي لو تيسر لها لانغرست بلا رحمة في نحورهم التي يفوح منها العود المركز المثير للصداع!!
لماذا نكره هذه الفئة وندينها ونرمي عليها مسؤوليات هم أرق منها بكثير؟! ثم على أي أساس نلصق بهم وصف “فاسدين” ؟ لماذا لا نقول أنهم محترفين ولكن أهدافهم مختلفة عن أهدافنا “والاختلاف لا يفسد للود قضية” ويجب التركيز على كلمة “لا يفسد”
قد يكون هدفهم إغراق البلد في المحيط ! أووه أعتذر على الوصف الشنيع أقصد تغميس البلد في المحيط لترطيبها وتحسين جوها.. أرى أن هذا أقرب تفسير لكل ما يتكرر سنويا من مآسي الأمطار دون أن ترف رمش مترفة من تلك الرموش الفاسدة.
شي آخر .. علينا تسليط الضوء على إيجابياتهم وأن لا نتجاهل حسناتهم!!
فلولاهم لما عرفنا معنى “تعليق الدراسة” ولما رزقنا بإجازات.. لولاهم لما خف الضغط وقلت الأعباء على المعلمات بعد دمج منسوبات مدرسة مع منسوبات مدرسة أخرى في مبنى واحد .. لولاهم لما اكتشفنا آفاقا جديدة ملتمسين طرقا وشوارعا موصلة لمصالحنا اليومية عوضا عن الشوارع المقفلة سنين بزعم التطوير والصيانة.. لولاهم لما تعلمنا الصبر والحلم وضبط الأعصاب والإكثار من “حسبنا الله ونعم الوكيل” .. لولاهم لما اكتشفنا أننا شعب متعارك في السراء متكاتف في الضراء.. لولاهم لما تسلينا مع أضحوكة الدفاع المدني والذي لدى وصوله لموقع الحادث يكتشف أن صهريجه فارغ من الماء !!!
ولعل أعظم حسنات الفساد وأهله أنه لولاهم لما وجدنا موضوع يجمع قلوبنا المتنافرة !! وأنا شخصيا أشكرهم على ذلك بالذات .. بالفعل حققوا ما لم يحققه غيرهم .. فالمتدينين منا والمتوسطين والمتشددين والمتهورين والليبراليين وأسود الهيئة وبلهاء المتحرشين كلهم جمعهم كره الفاسدين .. وردة لكل فاسد .. شكرا من الأعماق يا فاسدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق