الاثنين، 23 يونيو 2014

لله ثم للتاريخ يا نصر بن سيار الكناني


في كتاب الاخبار الطوال قال ابي حنيفه احمد بن داود الدينورى (282 هـ)

[ 357 ]
قال الكرماني: لو كان من مصاص (1) كنانة ما فعلت، فكيف وهو ملصق فيهم ؟ فأما قولك، إنه يجعل الأمر إلى، أولى، وأعزل من أريد، فلا، ولا كرامة، أن أكون تبعا له، أو أقاره على السلطان. فانصرف عقيل إلى نصر، فقال: (إنك كنت بهذا الملاح أبصر مني). ثم أخبره بما دار بينهما كله. فكتب نصر بن سيار، إلى الإمام مروان بن محمد، يخبره بخروج الكرماني عليه، ومحاربته إياه، واشتغاله بذلك عن طلب أبي مسلم وأصحابه، حتى قد عظم أمرهم، وإن المحصي المقلل لهم يزعم، أنه قد بايعه مائتا ألف رجل، من أقطار خراسان، فتدارك يا أمير المؤمنين أمرك، وابعث إلي بجنود من قبلك يقو بهم ركني، واستعن بهم على محاربة من خالفني. ثم كتب في أسفل كتابه: أرى تحت الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له ضرام فإن النار بالعودين تذكى وأن الشر مبدؤه كلام وقلت من التعجب، ليت شعري أأيقاظ أمية أم نيام ؟ فإن يقظت، فذاك بقاء ملك وإن رقدت، فإني لا ألام فإن يك أصبحوا، وثووا نياما فقل قوموا، فقد حان القيام فلما وصل كتابه إلى مروان كتب إلى معاوية بن الوليد، بن عبد الملك، وكان عامله على دمشق، ومروان حينئذ بمدينة حمص، يأمره أن يكتب إلى عامله بالبلقاء (2)، أن يسير إلى الحميمة (3)، فيأخذ إبراهيم بن محمد بن علي، فيشده وثاقا، ويرسل به إليه. 

(1) مصاص القوم: أصل منبتهم. (2) أرض بالشام. (3) بلد من أعمال في أطراف الشام كانت منزل بني العباس. (*)

وفي كتاب أخبار الدولة العباسية قال كاتب الكتاب:

فلما تضايقت الأمور كتب إلى مروان، وهو آخر حكام بني أمية يشكو له ابن هبيرة ويخبره بعظم الأمر من قبل أبي مسلم وكتب إليه: أرى خلل (4) الرماد وميض نار (5) * ويوشك أن يكون لها ضرام (6) 

(4) في الطبري س 2 ص 1973، والمسعودي مروج الذهب ج 6 ص 62: " بين " وفي الدينوري الاخبار الطوال ص 357 " تحت ". (5) في المصادر السابقة وفي كتاب التاريخ ص 268 أ " جمر ". (6) في الطبري س 2 ص 1973 " فأرجح بأن يكون له ضرام "، وفي الدينوري " ويوشك أن يكون له ضرام ". [ * ] 

[ 305 ]
فإن النار بالعودين تذكى (1) * وإن الحرب يبدؤها (2) الكلام (3) فقلت (4) من التعجب ليت شعري * أأيقاظ أمية أم نيام (5) [ 150 أ ] وكتب إليه يصف له أمر أبي مسلم، وكثرة الدعوة، وميل اليمانية وربيعة إليه. ثم أردف ذلك كتابا آخر وبعث فيه رسولا من وجوه أصحابه يخبره في كتابه أن من ظهر قبلنا لو كانت همتهم خراسان وحدها لهانت شوكتهم، ولكنهم يريدون الغاية الكبرى من التملك على الآفاق في جميع بلاد المسلمين، وإن أكثر ما يحاضون عليه الطلب بثأر آل محمد من بني أمية، يتذاكرون ذلك في أحاديثهم ويدعون به إذا قضوا صلاتهم. فأتى مروان كتاب نصر بذلك لاشهر مضت من سنة ثلاثين ومئة، فكتب إليه (6): أن أمر ناحيتك على بال أمير المؤمنين، وقد وجهت عامر بن ضبارة ونباتة بن حنظلة فعرض لهما دونك من كان أوضع (7) في الفساد من أهل الفتن فقصدا لهم حتى استأصلاهم وأباداهم. وقد انتهى إلى أمير المؤمنين كتابك حين أتاه كتاب ابن هبيرة يذكر ظفر نباتة بن حنظلة بمن كان تلفف إلى سليمان بن حبيب بالاهواز، ويذكر ظفر ابن ضبارة وداود بن يزيد بن 

(1) في كتاب التاريخ ص 268 أ " بالزندين تورى ". (2) في الطبري س 2 ص 1973 " مبدؤها " وفي أنساب الاشراف ج 8 ص 486: " يقدمها " وفي كتاب التاريخ ص 26 8 أ " أوله "، وفي الدينوري " وإن الشر مبدؤه كلام ". (3) في كتاب التاريخ 268 أ وفي العيون والحدائق ج 3 ص 189 " كلام ". (4) في كتاب التاريخ ص 2 68 أ، وفي مروج الذهب ج 3 ص 255: " أقول "، وفي الدينوري " وقلت ". (5) لهذه الابيات تتمة في كتاب التاريخ ص 268 أ وفي مروج الذهب ج 3 ص 255 وفي الاخبار الطوال للدينوري ص 357. (6) انظر كتاب التاريخ ص 268 أ - ب، و أنساب الاشراف ج 8 ص 487. (7) أوضع في الفساد: أسرع فيه. [ * ] 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق