الأربعاء، 14 مايو 2014

الفساد المطور


‏رسالتي لكل الأحبة : أن تكرهني وأنا على حق خيرا من أن تحبني وأنا على باطل .
أحبتي وسكان قلبي : صدمات تلو الصدمات ومازال برنامج الفساد المطور مستمر في حقل التربية والتعليم .
أحبتي : تصدم كثيرا حينما تقف بجوار هامات زمن طويل ثم تتفاجأ بفساد من نوع آخر مطور على يد هؤلاء ضحيته ابني المعلم المغلوب على أمره .
تحمل ياوطن الشموخ هذه الصدمات ونكران الجميل وهذه التحديات لأن كل هذه إٍرهاصات لمخاض قادم بشائره كلها خير .
أحبتي : حينما تتهاوى تلك الهامات التي عملت معها زمنا طويلا ( وكنت أظن وكنت أظن وخاب ظني ) من أجل حفنة ريالات لا تسمن ولا تغني من جوع هنا تكون الكوارث .
وطني مهما عبث فيك العابثون ومهما تجرأ عليك المتجرأون تبقى كيان شامخ وتستطيع تجاوز كل المحن والانكسارات التي تأتيك من بعض أبنائك العاقين وتستمر الحياة ويبقى الأسد أسد والقرد قرد ولن يضر الأسد حركات القرد المستفزة والمقززة لأن الهدف أسمى من الوقوف عند تفاهات القرد .
وطني من لا يحترم  هامتك وكيانك ومن لا يحافظ على نزاهتك ومن لا يصون العيش والملح ويصون سمعتك لا يستحق أن يحمل اسمك بل هو سيحمل العار مدى الحياة وحتى بعد وفاته .
أحبتي وسكان قلبي : الرموز حينما تتهاوى في أعين محبيها المخدوعين فيها زمنا طويلا تكون هنا نهاية العالم بالنسبة لهؤلاء المحبين .
أحبتي وسكان قلبي : قلت وكررت ولازلت أكرر أن ديننا العظيم إذا لم يترجم في السلوك فلا قيمة له ؛ نحن نعاني من الضربات الموجعة حينما نشاهد تقمص الأدوار والإبداع في التمثيل أمام الناس ولكن هل شعرنا بتأنيب الضمير عندما نعلم بأن الله يرى كل شيء ، لماذا نعاني من الصورة الخطيرة التي تتمثل في أننا تربينا على أن الدين عادة وليس عبادة ، لماذا تربينا على أننا نكون أمام الناس نتقن ببراعة دور القديس وفي الخفاء حتى إبليس يتعلم منا فنون النكران والجحود لكل شيء بل إن إبليس يقول : أنا آسف لا أستطيع إتقان الدور المحبوك ، بل قد يقول مقابل فعل هؤلاء إني أخاف الله رب العالمين .
أحبتي وسكان قلبي : اهتزت عروش الفساد في وطني ولكن هذه المرة من رموز لم نتوقع في يوم من الأيام أن هذه صورتها الحقيقية .
لماذا نبيع أنفسنا للشيطان من أجل توافه الدنيا ، ألم نعلم بأن الظلم ظلمات يوم القيامة وهو الدين المعجل، ألم نعلم بأن ظلم العباد من الكوارث التي تقصم الظهر ، ألم نعلم بأن دعوة المظلوم مستجابة وخصوصا في آخر الليل وهو على سجادته ويبكي ويقول : يارب ، والظالم في نومه لا يعلم  بقوة سرعة هذه الدعوة التي يقابلها رب عظيم جبار ويقول : وعزتي وجلالي لاأنصرنك ولو بعد حين ؛ ألا نرتدع ونخلص النية لله ونضع النقط فوق الحروف ونمنح المميزات والحوافز لمن يستحق من أبنائنا المخلصين ونترك أسلوب الشللية والحزبية والعلاقات الشخصية جانبا ويكون المحك الذي نستند عليه في عملنا هذا لمن يعمل بتفاني واخلاص حتى لو اختلفنا معه في الرأي ؛ تلك دروس وعبر يجب أن نعيها جيدا قبل وقوع الخطر الذي لدي إحساس كبير بقرب وقوعه إذا لم نتدارك في هذه الفسحة المتبقية من الحياة القصيرة (( لله ثم للتاريخ :  ألا هل بلغت اللهم فشهد )).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق