الأحد، 11 مايو 2014

فساد من نوع آخر في مدارسنا

‏أحبتي وسكان قلبي : حاربت الفساد في كل منصب قيادي أتولاه وعاهدت ربي على ذلك وحرصت على مدى أكثر من ربع قرن في الميدان التربوي على إحقاق الحق والعدل فيما يوكل لي من عمل وحرصت على الإخلاص والنزاهة وشرف المهنة وأخلاقياتها وعدم ظلم الآخرين وحوربت في ذلك ولم أتغير عن هذا النهج رغم أنني كان بإمكاني أن أسير على نهجهم  كما يريدون وأستمر في صعود إلى الأعلى ولكنني لم أرضخ لذلك النهج الدنىء وفضلت السير في نظرية الصعود إلى أسفل بالتمسك بقيمي ومبادئي بدلا من الصعود إلى أعلى مع ضياع النزاهة والإخلاص والشرف والكرامة ،  لأنني أحمل رسالة سامية ولدي مبادىء وقيم  لن أحيد عنها حتى لو كلفني ذلك الكثير وكنت أقول لكل من شرفت بالعمل معهم : والله لو كان ابني الكبير محمد أخطأ لحاسبته في ذلك مثله مثل جميع  أبنائي الذين شرفت بالعمل معهم قدوتي في ذلك قول حبيبي صل الله عليه وسلم : والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت  لقطعت يدها،  وفي المقابل غيرت النمط السائد عند أغلب متقلدي المناصب القيادية بحيث أنني ليس لدي حزبية في العمل ومن يتقرب مني من أجل ذلك أوقفه عند حده والذي زاملي يعرف ذلك عني كذلك خالفت الأسلوب القذر الموجود عند أغلب متقلدي المناصب القيادية من حيث الموظف الطيب المتعاون أثقل عليه لأنه طيب ومتعاون والموظف الشرس الغير منضبط أتحاشاه وأحقق  له كل ما يريده حتى يكفيني شره بل وصل الأمر بهم  أن ذلك الموظف غير المنضبط والشرس والغير متعاون يمنح درجه عالية في الأداء الوظيفي وكذلك يرشح لمناصب قيادية تحت ذريعة حتى أتخلص منه . أحبتي كنت أتوقع أننا مع هذه الثورة المعرفية والتكنولوجية سنتغير إلى الأفضل إما لقناعتنا بوجوب التغيير أو خوفا من كشف فسادنا من قبل وسائل التواصل الاجتماعي التي كشفت المستور وأسقطت الأقنعة القذرة التي أصبحت سائدة في مجتمعنا المسلم للأسف دون خجل أو خوف من الله لأن الواقع علمني كثيرا أن عدد كبير من البشر في هذا الوطن الغالي يخاف  من الإعلام أكثر من خوفه من الله وقد صدمني كثيرا واقع أليم أعيشه كل يوم في عملي من حيث أن المخلص يموت في اليوم ملايين المرات لأنه وجد أن الغير مخلص هو الذي نال الثناء والشكر والجوائز دون مقياس حقيقي ودون مسطرة تضبط الأمور بطريقة عادلة ستتضح مع البصمة القادمة وينكشف المستور ولم يعد الأمر يحتمل التدخل المزري والغير لائق بحيث أن الزميل أو الابن يحضر الساعة (٧:٤٥) صباحا ويكتب ( ٦:٥٥) على زمن من قبله يعني لو كان زمن الذي قبله الساعة (٦) لكتب نفس الساعة متجاوزا الأمانة والنظام بمباركة من المسئول تحت مسمى مستأذن مني وتكررت قبل  ذلك علما بأنه كان بالإمكان ومنعا للحرج يكتب الزمن الذي حضر  فيه ويكتب مستأذن لكن لأن دفتر الدوام هو المحك وهو المرجع لحساب التأخر الصباحي الذي يترتب عليه الحسم من عدمه  لضبط الأمور يتم  التحايل بذلك (( أحبتي : هذا غيظ من فيض وأعدكم بمتابعة نضالي المستمر تجاه هذا المرض الخبيث حتى لو أزعج ذلك الأمر من هم حولي في عملي أو في مجتمعي لأن هدفي الإصلاح والقضاء على هذا الورم الخبيث لوطن  خالي نهائيا من الفساد حتى لو كان في أقرب قريب لي مستمدا العون من الله عز وجل ومتجاوزا الخطوط الحمراء التي يخشاها خفافيش الظلام ورعاة الفساد ولن يصيبني إلا ماكتب الله لي وأقصى ما يمكن أن يصل له البشر في حقي هو تنفيذ إرادة الله التي هي في الأصل نافذة)) ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق