انتقال الخلافة إلى بني أمية والنتائج التي ترتبت على انتقالها
بتنازل الحسن بن علي عن الخلافة إلى معاوية ابن أبي سفيان, انتقلت الخلافة إلى بني أمية وتحقق الأمل الذي كانوا يرقبونه ويعملون من أجله. وقد انطوى العهد الأموي على فترتين:
أ - الفترة السفيانية:وهي الفترة التي تولى الخلافة فيها معاوية ابن أبي سفيان وابنه يزيد بن معاوية وحفيده معاوية بن يزيد وقد امتدت 23 سنة (41 - 64هـ).
ب- الفترة المر وانية:وهي الفترة التي انتقلت فيها الخلافة إلى مروان بن الحكم حتى عهد حفيده مروان بن محمد بن الحكم, آخر خلفاء بني أمية, ومدتها 68 سنة (64 - 132هـ).
وفي خلال الفترتين ومدتهما 91 سنة وتسعة أشهر توالى أربعة عشر خليفة كان أعظمهم شأنا معاوية ابن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وأخوه هشام بن عبد الملك وكانت مدة خلافتهم (71 سنة) من أصل (91 سنة) فالدولة الأموية كانت دولتهم, وفي عهدهم امتدت رقعتها من البحر الأطلسي إلى حدود الصين, ثم أخذت شمس الخلافة بالغروب, بما شبت فيها من ثورات أضرمها الصراع على الخلافة وانتقاض على الحكم وثورات الخوارج وحروب أهلية أثارتها العصبية القبلية بين المضربة واليمنية. وقد ترتب على انتقال الخلافة إلى بني أمية النتائج التالية.
في المجال السياسي:
أ- نقل العاصمة من الكوفة إلى دمشق وكان علي ابن أبي طالب نقل العاصمة من المدينة إلى الكوفة وقد أغضب نقل العاصمة إلى دمشق أهل الحجاز وأهل العراق.
ب- تحول الخلافة إلى ملك موروث, ينتقل بعهد من الخليفة السابق إلى ابنه أو إلى اثنين أو أكثر من أولاده بالترتيب, كما فعل عبد الملك بن مروان حين عهد بالخلافة إلى ولديه الوليد وسليمان , إذ تبدلت صيغة البيعة, فبعد أن كانت بيعة الخليفة في عهد الخلفاء الراشدين تقوم على مبايعته على العمل بكتاب الله وسنة رسوله وتؤخذ ممن حضر المبايعة من أهل المدينة أصبحت تؤخذ من الرعية بحضور الخليفة في عاصمة الدولة (دمشق) وبحضور عماله في الولايات, وتشتمل على الحلف بالله تعالى وبالطلاق والعتاق وبكل محرجة الإيمان, وذلك لتأكيدها والتحفظ من نقضها . وكان الخليفة يأخذ البيعة لمن يعهد بالخلافة من أولاده من بعده, وإذا ما رفض أهل مدينة البيعة, فكانت تؤخذ بالقهر والغلبة كما فعل مسلم بن عقبة المري, حين أخذ البيعة ليزيد بن معاوية من أهل المدينة سنة 63هـ.
ج- انتقال سلطة الحكم إلى أقوى الجماعات القرشية المنافسة لبني هاشم, وقد تجمعت عصبيتهم في الشام منذ الفتح الإسلامي والتقت مع قبيلة كلب اليمانية المتوطنة هناك قبل الإسلام . وكان الخليفة , وتوطدت بالزواج فيها, فقد تزوج عثمان ابن عفان من نائلة بنت الفرافصة الكلبية وكان ابن عمه سعيد بن العاص قد تزوج من قبل أختها هندا, ثم تزوج معاوية ابن أبي سفيان من ميسون بنت بحدل الكلبية فستولدها ابنه يزيدا, وتزوج مروان بن الحكم ليلى بنت ربان الكلبية وستولدها ابنه عبد العزيز, ثم تزوج قطيه بنت بشر بن عامر الكلبية وستولدها ابنه بشرا , وبذلك ارتبطت القبائل الكلبية مع بني أمية برابطة المصاهرة وشكلت الثقل السياسي الذي دعم الدولة الأموية حتى أواخر عهدها.
د- نشوء عهد من الاستقرار السياسي في الدولة الإسلامية استمر حوالي ربع قرن, أتاح لها هضم الفتوحات التي تمت في عهد الخلفاء الراشدين وتنظيمها في إطار الحكم الإسلامي.
هـ- أصبح نظام الخلافة أشبه شيء بالنظام الملكي أو القيصري, ومن ثم زادت الصفة الزمنية في الخلافة على الصفة الدينية. وأخذت الدولة بالنظام الإداري والمالي الذي كان متبعا في الدولتين الفارسية والبيزنطية.
في المجال الاقتصادي
تحولت طرق التجارة إلى مواني الشام ومصر, وخاصة بعد معركة (ذات الصواري) سنة 34هـ وتدمير الأسطول البيزنطي وجعل شرق البحر المتوسط بحرا عربيا.
في مجال أصول الحكم
أظهرت الأحداث السياسية التي رافقت مسألة الخلافة اتجاهات فكرية قامت على أساسها نظريات ذات طابع سياسي ما لبثت أن تحولت إلى مذاهب دينية, وقد عالجت أصول الحكم على أساس تفكيرها ومنها استمدت المبادئ التي ينبغي أن تحكم هذه الأصول.
وتتمثل هذه الاتجاهات في أربعة مذاهب هي: الشيعة والخوارج والمرجئة وأهل السنة.
بتنازل الحسن بن علي عن الخلافة إلى معاوية ابن أبي سفيان, انتقلت الخلافة إلى بني أمية وتحقق الأمل الذي كانوا يرقبونه ويعملون من أجله. وقد انطوى العهد الأموي على فترتين:
أ - الفترة السفيانية:وهي الفترة التي تولى الخلافة فيها معاوية ابن أبي سفيان وابنه يزيد بن معاوية وحفيده معاوية بن يزيد وقد امتدت 23 سنة (41 - 64هـ).
ب- الفترة المر وانية:وهي الفترة التي انتقلت فيها الخلافة إلى مروان بن الحكم حتى عهد حفيده مروان بن محمد بن الحكم, آخر خلفاء بني أمية, ومدتها 68 سنة (64 - 132هـ).
وفي خلال الفترتين ومدتهما 91 سنة وتسعة أشهر توالى أربعة عشر خليفة كان أعظمهم شأنا معاوية ابن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وأخوه هشام بن عبد الملك وكانت مدة خلافتهم (71 سنة) من أصل (91 سنة) فالدولة الأموية كانت دولتهم, وفي عهدهم امتدت رقعتها من البحر الأطلسي إلى حدود الصين, ثم أخذت شمس الخلافة بالغروب, بما شبت فيها من ثورات أضرمها الصراع على الخلافة وانتقاض على الحكم وثورات الخوارج وحروب أهلية أثارتها العصبية القبلية بين المضربة واليمنية. وقد ترتب على انتقال الخلافة إلى بني أمية النتائج التالية.
في المجال السياسي:
أ- نقل العاصمة من الكوفة إلى دمشق وكان علي ابن أبي طالب نقل العاصمة من المدينة إلى الكوفة وقد أغضب نقل العاصمة إلى دمشق أهل الحجاز وأهل العراق.
ب- تحول الخلافة إلى ملك موروث, ينتقل بعهد من الخليفة السابق إلى ابنه أو إلى اثنين أو أكثر من أولاده بالترتيب, كما فعل عبد الملك بن مروان حين عهد بالخلافة إلى ولديه الوليد وسليمان , إذ تبدلت صيغة البيعة, فبعد أن كانت بيعة الخليفة في عهد الخلفاء الراشدين تقوم على مبايعته على العمل بكتاب الله وسنة رسوله وتؤخذ ممن حضر المبايعة من أهل المدينة أصبحت تؤخذ من الرعية بحضور الخليفة في عاصمة الدولة (دمشق) وبحضور عماله في الولايات, وتشتمل على الحلف بالله تعالى وبالطلاق والعتاق وبكل محرجة الإيمان, وذلك لتأكيدها والتحفظ من نقضها . وكان الخليفة يأخذ البيعة لمن يعهد بالخلافة من أولاده من بعده, وإذا ما رفض أهل مدينة البيعة, فكانت تؤخذ بالقهر والغلبة كما فعل مسلم بن عقبة المري, حين أخذ البيعة ليزيد بن معاوية من أهل المدينة سنة 63هـ.
ج- انتقال سلطة الحكم إلى أقوى الجماعات القرشية المنافسة لبني هاشم, وقد تجمعت عصبيتهم في الشام منذ الفتح الإسلامي والتقت مع قبيلة كلب اليمانية المتوطنة هناك قبل الإسلام . وكان الخليفة , وتوطدت بالزواج فيها, فقد تزوج عثمان ابن عفان من نائلة بنت الفرافصة الكلبية وكان ابن عمه سعيد بن العاص قد تزوج من قبل أختها هندا, ثم تزوج معاوية ابن أبي سفيان من ميسون بنت بحدل الكلبية فستولدها ابنه يزيدا, وتزوج مروان بن الحكم ليلى بنت ربان الكلبية وستولدها ابنه عبد العزيز, ثم تزوج قطيه بنت بشر بن عامر الكلبية وستولدها ابنه بشرا , وبذلك ارتبطت القبائل الكلبية مع بني أمية برابطة المصاهرة وشكلت الثقل السياسي الذي دعم الدولة الأموية حتى أواخر عهدها.
د- نشوء عهد من الاستقرار السياسي في الدولة الإسلامية استمر حوالي ربع قرن, أتاح لها هضم الفتوحات التي تمت في عهد الخلفاء الراشدين وتنظيمها في إطار الحكم الإسلامي.
هـ- أصبح نظام الخلافة أشبه شيء بالنظام الملكي أو القيصري, ومن ثم زادت الصفة الزمنية في الخلافة على الصفة الدينية. وأخذت الدولة بالنظام الإداري والمالي الذي كان متبعا في الدولتين الفارسية والبيزنطية.
في المجال الاقتصادي
تحولت طرق التجارة إلى مواني الشام ومصر, وخاصة بعد معركة (ذات الصواري) سنة 34هـ وتدمير الأسطول البيزنطي وجعل شرق البحر المتوسط بحرا عربيا.
في مجال أصول الحكم
أظهرت الأحداث السياسية التي رافقت مسألة الخلافة اتجاهات فكرية قامت على أساسها نظريات ذات طابع سياسي ما لبثت أن تحولت إلى مذاهب دينية, وقد عالجت أصول الحكم على أساس تفكيرها ومنها استمدت المبادئ التي ينبغي أن تحكم هذه الأصول.
وتتمثل هذه الاتجاهات في أربعة مذاهب هي: الشيعة والخوارج والمرجئة وأهل السنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق