الجمعة، 8 فبراير 2013

كيف نجعل أطفالنا يُحبون مدارسهم


كيف نجعل أطفالنا يُحبون مدارسهم ؟ : تستقبل المدارس كل عام آلاف التلاميذ من مختلف المراحل الدراسية، وعدد كبير منهم من يذهب إليها للمرة الأولى ليبدأ مرحلةً جديدةً من حياته، حيث يستيقظ مبكراً ليرتدي زياً خاصاً ويحمل حقيبة ويتوجه بعيداً عن بيته وإخوته ورفاقه وألعابه، فيجد وجوهاً لم يألفها من معلمين وطلبة ومكان ونظام وتعليمات تقيد حريته.
هذه التجربة الجديدة يخوضها الطفل لوحده بعد أن إعتاد على أن تكون أمه بجانبه في كل مكان، وذلك ليس سهلاً على الأطفال فهم يواجهون للمرة الأولى في حياتهم مناخاً مختلفاً فيه نظام مختلف ومعاملة مختلفة ووجوه لم يألفوها من قبل، فلا أحد يعرف أسماءهم ليناديهم بها. حينها يصاب الطفل منهم بمشاعر وأعراض كثيرة مثل الخوف والقلق وشحوب اللون والقيء والإسهال والصداع وآلام البطن والغثيان والتبول اللاإرادي وفقدان الشهية للطعام واضطرابات النوم، لذلك فإن ذهابه إلى المدرسة يشكل صدمة الإنفصال عن الأسرة وصدمة بالمكان الجديد بكل عناصره من أدوات وأشخاص يواجههم للمرة الأولى .
ومن العوامل التي تُسهم في نشأة مشاعر الصدمة عند الطفل.. التدليل والحماية الزائدة التي تلقاها طيلة السنوات السابقة، فالطفل قد يتصور أن هناك أحداثاً خطيرة قد تحدث لأحد والديه مثل الموت أو الإنفصال خلال فترة وجوده خارج المنزل، فينتابه القلق والخوف من أن يعود إلى المنزل فلا يجد أحدهما. وللأم دور خاص في خلق هذا القلق في نفسه وإطالة فترة تأقلمه مع جو المدرسة أو رفضه لها، وذلك حين تظهر مشاعر التخوف المبالغ فيها وتحذيره المستمر من رفاق السوء، إضافة إلى ما سمعه الطفل من إخوته كالعقاب الذي سوف يتعرض له من المعلم والأنظمة والتعليمات الصارمة التي ينبغي عليه الإلتزام بها، وصعوبة الواجبات المدرسية وما تحتاجه من جهد.. وما قد يعزز تلك التصورات في ذهن الطفل أو ينفيها هو الممارسة الفعلية من قبل المعلم.
الطفل الذي ليس له خبرة بالمدرسة أكثر خوفاً من أقرانه الذين كانوا يترددون على الروضة، فالنماذج الأخيرة ألفت وتعودت على المناخ المدرسي، حيث النظام وإتباع الأوامر والتعليمات التي تفرضها الروضة فضلاً عن إندماجهم مع الغرباء وتفاعلهم معهم.
وبناءً على ذلك فإنه يتوجب على الوالدين والمعلمين التغلب على خوف الأطفال الجدد من المدرسة، عبر تحسين المناخ الأسري والمدرسي, بجعله مناخاً يتسم بالأمن والطمأنينة مما يشجع الطفل على الذهاب للمدرسة، فالطفل الذي يعيش وسط الخلافات " الوالدية " في مرحلة الطفولة المبكرة، يعاني من إنخفاض في مستوى درجة الأمن تحمل المتغيرات البيئية وتقبلها وكذلك إنخفاض مستوى الثقة بالنفس وبالآخرين وبالتالي الخوف.
عليهم كذلك إتباع الأساليب التربوية السليمة في الرعاية والمعاملة وتجنب الأساليب المضادة التي تنمي لدى الطفل المخاوف بصفة عامة والخوف من المدرسة بصفة خاصة، كما أن إلحاق الطفل بالروضة قبل إلتحاقه بالمدرسة يساعد على كسر حدة الخوف والرهبة لديه من المدرسة ويعوده على الجو المدرسي، وعلى الأهل كذلك التركيز على تأقلم الطفل مع جو المدرسة كهدف رئيس في البداية بدلاً من التركيز على الواجبات المدرسية التي ترهقه وتزيد من توتره وقلقه.
وعلى الآباء والأمهات أيضاً تعزيز الطفل على السلوك المرغوب فيه مهما كان صغيراً وتنمية نسيج من العلاقات الإجتماعية والعلاقات مع زملائه الجدد، مع الحرص على إستخدام أسلوب التعلم عن طريق اللعب كوسيلة تربوية لإيصال المعلومة وإشعار الطفل بأنه في بيئة حرة لا تختلف عن جو البيت وعدم الشدة في التعامل ,وعدم وإستخدام العقاب البدني بطريقة مفرطة، وأيضاً يتوجب على الأسرة تعديل الإعتقادات والتصورات الخاطئة التي يمتلكها الطفل عن المدرسة وتصحيحها وإظهار الإيجابيات والمحاسن الموجودة في المدرسة من ألعاب ورحلات وممارسة للأنشطة والهوايات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق