السبت، 10 نوفمبر 2012

من هم النسطورية


النسطورية، مذهب مسيحي يقول بأن يسوع المسيح مكون من جوهرين يعبر عنهما بالطبيعتين وهما : جوهر إلهي وهو الكلمة، وجوهر إنساني أو بشري وهو يسوع ، فبحسب النسطورية لا يوجد اتحاد بين الطبيعتين البشرية والإلهية في شخص يسوع المسيح، بل هناك مجرد صلة بين إنسان والألوهة، وبالتالي لا يجوز إطلاق اسم والدة الإله على السيدة مريم العذراء كما تفعل الكنائس المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية (الكنائس البروتستانتية لاتطلق اسم والدة الإله على العذراء أيضاً) لأن مريم وهي من البشر، بحسب النسطورية، لم تلد إلها بل إنساناً فقط حلت عليه كلمة الله أثناء العماد وفارقته عند الصليب، فيكون هذا المذهب بذلك مخالفاً للمسيحية التقليدية القائلة بوجود أقنوم الكلمة المتجسد الواحد ذو الطبيعتين الإلهية والبشرية [1].

رًبِطَ تأسيس هذا المذهب بالكاهن نسطور (386 م- 451 م) بطريرك القسطنطينية، تم إقصاء هذه الفلسفة الخاصة بطبيعة المسيح ومنعها من قبل آباء الكنيسة في مجمع أفسس في عام 431 م [2]، وأدى الصراع حول هذه النظرية إلى الصدع النسطوري، الذي فصل قسماً من الكنيسة السريانية الشرقية (شرق نهر الفرات) عن باقي الكنائس المسيحية في ذلك الوقت.

برأي المطران مار سرهد يوسب جمو من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية فأن هذا المذهب انتشر بشكل رئيسي بين مسيحي العراق وبلاد الفرس بتشجيع من الساسانيين وذلك لاعتقاد الساسانين بأن ابتعاد المسيحيين القاطنيين في مملكتهم عن إخوانهم من مسيحيي الإمبراطورية الرومانية سيسهل لهم السيطرة عليهم [3].

اعتنقت النسطورية جماعات من مسيحي الهند وفي القرن السابع امتدت إلى الصين وحتى منغوليا ويوجد في مدينة شيآن الصينية نصب حجري أقامه أحد المبشرين النساطرة سنة 781 م [4]، وكان هذا المذهب هو السائد بين مسيحي شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام وكانت البحرين هي مركزهم الرئيسي هناك [5]، وهو المذهب الذي تتبناه كل من كنيستي المشرق القديم والآشورية الشرقية حتى يومنا هذا . كما اشتهر النساطرة في العلوم والفلك والطب وقد برزوا في النهضة العباسية حيث شاركوا بعلومهم في بناء هذه الحضارة فبرز افراد هذه الطائفة بالطب والعلوم والرياضيات والفيزياء فاعتمد عليهم الخلفاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق