بعد أن هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة واستقر الأمر له وبنى المسجد النبوي بدأ في تنظيم المجتمع في المدينة النبوية على النحو التالي:
|
أولاً: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:
|
آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار بأن يرث بعضهم بعضاً مؤاخاة في اللّه، لأن المهاجرين تركوا أموالهم وديارهم، فتسابق الأنصار امتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم في إكرام المهاجرين وإيثارهم على أنفسهم، حتى أثنى عليهم اللّه في كتابه. قال تعالى: {وَالَّذينَ تَبوَّأوا الدَّارَ والإِيمانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً ممّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة وَمَنْ يوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحونَ } (1).
|
فلما ألِف المهاجرون العيش في المدينة وعرفوا مسالك الرزق وأنعم اللّه عليهم بغنائم بدر، أبطل التوارث بين المتآخين وبقي خاصاً بين الأرحام، قال تعالى: { وَأُولُوا الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضِ في كِتابِ اللّه }(2).
|
ثانياً: عقد المعاهدة مع اليهود:
|
كان في المدينة عند هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث من قبائل اليهود هم بنــو قينقاع. وهم أول من نقض العهد بعد بدر، وبنو النضير وبنو قريظة، ومن أجل استمرار الأمن في المدينة عقد معهم الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة أمن وتعاون، إلا أن اليهود نقضوا هذه المعاهدة وكان صلى الله عليه وسلم يصبر على ذلك.
|
ثالثاً: المنافقون:
|
وهِم جماعة في المدينة أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر جبناً وخداعاَ، ويرأسهم في ذلك عبد اللّه بن أبي بن سلول، وكانوا أشد خطراً على المسلمين من الكفار لأنهم يعلمون أسرار المسلمين وينشرونها بين أعدائهم، وكان صلى الله عليه وسلم يقبل منهم ما ظهر ويترك ما بطن للّه سبحانه وتعالى وبسبب شدة خطرهم توعدهم اللّه تعالى بأشد العذاب قال تعالى : { إنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا} (3)
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق